الحديث رقم: 3
الأصبهاني - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
فمن الطبقة الأولى من التابعين - طلحة بن مصرف
الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 15 )
- حدثنا : أبو بكر بن علي ثنا : عبد الله بن معبد ثنا : إسحاق بن رزيق ثنا : عبيد الله بن معاذ عن شعيب بن العلاء عن أبيه العلاء بن كريز قال : بينما سليمان بن عبد الملك جالس إذ مر به رجل عليه ثياب يخيل في مشيته فقال : هذا ينبغي أن يكون عراقيا وينبغي أن يكون كوفيا وينبغي أن يكون من همدان ثم قال : علي بالرجل فأتي به فقال : ممن الرجل فقال : ويلك دعني حتى ترجع إلي نفسي قال : فتركه هنيهة ثم سأله : ممن الرجل فقال : من أهل العراق قال : من أيهم قال : من أهل الكوفة قال : أي أهل الكوفة قال : من همدان فازداد عجبا فقال : ما تقول في أبي بكر قال : والله ما أدركت دهره ولا أدرك دهري ولقد قال الناس فيه فأحسنوا وهو إن شاء الله كذلك قال : فما تقول في عمر فقال : مثل ذلك قال : فما تقول في عثمان قال : والله ما أدركت دهره ولا أدرك دهري ولقد قال فيه ناس فأحسنوا وقال فيه ناس فأساءوا وعند الله علمه
قال : فما تقول في علي قال : هو والله مثل ذلك قال : سب عليا قال : لا أسبه قال : والله لتسبنه قال : والله لا أسبه قال : والله لتسبنه أو لأضربن عنقك قال : والله لا أسبه قال : فأمر بضرب عنقه، فقام رجل في يده سيف فهزه حتى أضاء في يده كأنه خوصة فقال : والله لتسبنه أو لأضربن عنقك قال : والله لا أسبه ثم نادى : ويلك يا سليمان أدنني منك فدعا به فقال : يا سليمان أما ترضى مني بما رضي به من هو خير منك ممن هو خير مني فيمن هو شر من علي قال : وما ذاك قال الله رضي من عيسى وهو خير مني إذ قال : في بني إسرائيل وهم شر من علي : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( المائدة : 118 ) } قال : فنظرت إلى الغضب ينحدر من وجهه حتى صار في طرف أرنبته ثم قال : خليا سبيله فعاد إلى مشيته فما رأيت رجلا قط خيرا من الف رجل غيره وإذا هو طلحة بن مصرف.