الحديث رقم: 6
التبريزي الأنصاري - اللمعة البيضاء
رقم الصفحة : ( 796 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- فسمعت ذلك أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل علي وفاطمة (ع) واقرئيهما السلام وقولي لعلي (ع) : ( إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) فجاءت الجارية ففعلت كما أمرت فقال أمير المؤمنين (ع) : قولي لها : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد وصلى لنفسه خلف أبي بكر وخالد بن الوليد - لعنه الله - يصلي بجنبه ومعه السيف فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدة علي وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس انه قد سهى وكادت الشمس تطلع
ثم التفت إلى خالد وقال : يا خالد لا تفعلن ما أمرتك - ثلاثا - أو قال : لا يفعلن خالد ما أمرته به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فالتفت علي (ع) فإذا خالد مشتمل على السيف إلى جانبه فقال علي (ع) : يا خالد ما الذي أمرك به فقال : أمرني بضرب عنقك قال : أوكنت فاعلا قال : اي والله لولا أنه قال لي لا تفعله قبل التسليم لقتلتك فقال له علي (ع) : كذبت لا أم لك من يفعله أضيق حلقة است منك قال : فأخذه علي (ع) وجلد به الأرض.
- وفي رواية أخرى :
فأخذ بمجامع ثوبه وضرب به الحائط وأخذ حلقه باصبعيه السبابة والوسطى فعصره وغمزه على سارية المسجد فصاح خالد صيحة منكرة ففزع الناس وهمتهم أنفسهم وأحدث خالد في ثيابه وجعل يضرب برجليه ولايتكلم، فقال أبو بكر لعمر : هذه مشورتك المنكوسة كأني كنت أنظر إلى هذا وأحمد الله على سلامتنا وكلما دنا أحد ليخلصه من يده لحظة لحظة تنحى عنه فبعث أبو بكر عمر إلى العباس فجاء وتشفع إليه وأقسم عليه فقال : بحق القبر ومن فيه وبحق ولديه وأمهما إلا تركته ففعل (ع) ذلك وقبل العباس بين يديه.
- وفي بعض الروايات :
أنه (ع) لما أخذ بحلق خالد فغمزه فاجتمع الناس علىه فقال عمر : يقتله ورب الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب القبر فخلى عنه ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه وقال : يا ابن صهاك والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ودخل منزله، وهذه القصة من المشهورات المسلمة بين الخاصة والعامة وإن أنكره بعض المخالفين من الأمة.