الحديث رقم: 5
ابن كثير - البداية والنهاية - كتاب سيرة رسول الله (ص)
فصل فيما اعترض به المشركون على رسول الله (ص)
الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 135 / 143 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- ....
قال ابن اسحاق : ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها وتودد فيها أشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلم لرسول الله (ص) ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه فقال:
وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
ثم قال :
كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن الا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبذي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ثم قال :
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
شهورا وأياما وحولا محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل
ثم قال :
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساما مفردا من حمائل
أشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد * واخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل
كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل
وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجئ بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جدا غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعني بقول الا باطل
فأصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
قال ابن هشام : هذا ما صح لي من هذه القصيدةوبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها قلت :
هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع يقولها الا من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعا وقد أوردها الأموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر والله أعلم.