الحديث رقم: 11
ابن سعد - الطبقات الكبرى
السيرة النبوية الشريفة - ذكر أبي طالب وضمه رسول الله (ص) إليه
وخروجه معه إلى الشام في المرة الأولى
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 123 )
268 - ( حديث مرفوع ) : وأخبرنا : محمد بن عمر قال : حدثني : معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده
عن علي قال : أخبرت رسول الله (ص) بموت أبي طالب فبكى ثم قال : اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه قال : ففعلت ما قال وجعل رسول الله (ص) يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته حتى نزل عليه جبريل (ع) بهذه الآية :{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ ) ( التوبة : 113 ) } قال علي : وأمرني رسول الله (ص) فاغتسلت.
---------------------------
التحليل الموضوعي :
1 - قول أبو طالب (ع) :
الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، هل هناك كافر يفتتح كلامه بكلمة (
الحمد لله) الا المؤمن الذي يؤمن بوجود الله ويقر بالوهيته المطلقة على كل المخلوقات.
2 - عدم اثبات سجود أبو طالب (ع) لصنم قط ولم يثبت بأنه ذكر ربا أو معبودا على لسانه الا الله سبحانه وتعالى.
3 - افتخار أبو طالب (ع) بأنه من ذريه إبراهيم الخليل (ع) اليس هذا دليل كافي لكي يكون على أقل تقدير من الموحدين والمقرين بالحنيفية.
4 - اهتمام أبو طالب (ع) بحجاج بيت الله الحرام المسلمون وبذل جهد جبار في خدمتهم ليلا ونهارا هل هذا يدل بأنه كافر وعلى ملة الالحاد.
5 - مدحه للنبي (ص) دائما ولم يثبت بأنه ذمه قط طوال حياته ومحاولته الحثيثة لاتمام زواجه من السيدة خديجة (ع) هذه المرأة الجليلة والمؤمنة ذات الجاه والمال والسلطة لكي تكون دعما وسندا للنبي محمد (ص) في مشواره الطويل لنشر الإسلام اليس هذا من الأدلة الدامغة على إيمان أبو طالب (ع) ودفاعه عن الدعوة المحمدية.
6 - كفالته وحمايته ودفاعه المستميت عن النبي محمد (ص) حتى لو أدى هذا إلى مقتله وخسارة كل ما يملك اليس هذا دليل على إيمانه.
7 - وصيته لآبنائه للوقوف خلف النبي محمد (ص) في السراء والضراء وعدم تركه مهما حصل أكبر دليل على أيمانه والدليل بأن جل أولاده نالوا شرف الشهادة في سبيل الله وفي نشر الرسالة النبوية الشريفة.
8 - وأخيرا كل الروايات التي تقول بكفره أتت من أفواه كريهة مبغضة لأهل البيت (ع) وهذا ما توصلنا إليه من خلال هذا البحث الطويل وما عرضناه خير دليل.