الحديث رقم: 10
الصالحي الشامي - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد
جماع أبواب نسبه الشريف (ص) - الباب الرابع : في شرح أسماء آبائه (ص)
وبعض أحوالهم على وجه الاختصار - تفسير الغريب
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 255 / 256 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... المسلك الثاني :
أنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما إبراهيم(ص)، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل وأضرابه في الجاهلية
ومال إلى هذا المسلك الامام فخر الدين الرازي (ر) وزاد أن آباءه (ص) كلهم إلى آدم كانوا على التوحيد، كما قال في كتابه ( أسرار التنزيل ) ما نصه : قيل : إن آزر لم يكن والد إبراهيم بل كان عمه واحتجوا عليه بوجوه منها :
أن آباء الأنبياء ما كانوا كفارا، ويدل عليه وجوه أحدهما : قوله تعالى : { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ @ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( الشعراء : 218 - 219 ) } قيل معناه :
أنه كان ينقل نوره من ساجد إلى ساجد قال : وبهذا التقدير فالآية دالة على أن جميع آباء محمد (ص) كانوا مسلمين، وحينئذ يجب القطع بأن والد إبراهيم ما كان من الكافرين إنما ذاك عمه أقصى ما في الباب أن يحمل قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( الشعراء : 219 ) } على وجوه أخرى وإذا وردت الروايات بالكل ولا منافاة بينها وجب حمل الآية على الكل ومتى صح ذلك ثبت أن والد إبراهيم ما كان من عبدة الأوثان قال : ومما يدل على أن آباء محمد (ص) ما كانوا مشركين قوله (ع) :
لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ( التوبة : 28 ) }
فوجب أن لا يكون أحد من أجداده (ص) مشركا.