الحديث رقم: 3
الشهرستاني - الملل والنحل - الفصل الثاني : المحصلة من العرب - علومهم
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 83 / 84 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... اعلم أن العرب في الجاهلية كانت على ثلاثة أنواع من العلوم : أحدهما : علم الأنساب والتواريخ والأديان ويعدونه نوعا شريفا خصوصا معرفة أنساب أجداد النبي (ص) والاطلاع على ذلك النور الوارد من صلب إبراهيم إلى إسماعيل (ع)
وتواصله في ذريته إلى أن ظهر بعض الظهور في أسارير عبد المطلب : سيد الوادي شيبة الحمد وسجد له الفيل الأعظم وعليه قصة أصحاب الفيل.
- وببركة ذلك النور دفع الله تعالى شر أبرهة وأرسل عليهم طيرا أبابيل.
- وببركة ذلك النور رأى تلك الرؤيا في تعريف موضع زمزم ووجدان الغزالة والسيوف التي دفنتها جرهم.
- وببركة ذلك النور ألهم عبد المطلب النذر الذي نذر في ذبح العاشر من أولاده وبه افتخر النبي (ص) حين قال : ( أنا ابن الذبيحين ) أراد بالذبيح الأول : إسماعيل (ع) وهو أول من انحدر إليه النور فاختفى وبالذبيح الثاني : عبد الله بن عبد المطلب وهو آخر من انحدر إليه النور فظهر كل الظهور.
- وببركة ذلك النور كان عبد المطلب يأمر أولاده بترك الظلم والبغي ويحثهم على مكارم الاخلاق وينهاهم عن دنيات الأمور.
- وببركة ذلك النور : قال لأبرهة :
إن لهذا البيت ربا يحفظه ويذب عنه، وفيه قال وقد صعد إلى جبل أني قبيس :
لا هم إن المرء يمنع حله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم و محالهم عدوا محالك
إن كنت تاركهم وكعبتنا فأمر ما بدا لك
- وببركة ذلك النور : كان يقول في وصاياه : إنه لن يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم الله منه وتصيبه عقوبة إلى أن هلك رجل ظلوم حتف أنفه لم تصبه عقوبة
فقيل عبد المطلب في ذلك ففكر وقال : والله إن وراء هذه الدار دار يجزي فيها المحسن باحسانه ويعاقب فيها المسيء باساءته.
- ومما يدل على اثباته المبدأ والمعاد أنه كان يضرب بالقداح على ابنه عبد الله ويقول :
يا رب أنت المليك المحمود * وأنت ربي المبدئ والمعيد
من عندك الطارف والتليد