الحديث رقم: 7
ابن كثير - البداية والنهاية
سنة احدى عشرة من الهجرة - فصل ايراد ما بقي علينا من متعلقات السيرة الشريفة
دلائل النبوة - اخباره (ص) عن الفتن الواقعة فى خلافة عثمان
الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 190 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- قال : لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي وهو على بغلة رسول الله (ص) فنادى : ادعوا لي الزبير بن العوام فإني علي فدعي له الزبير فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما فقال علي : يا زبير نشدتك الله أتذكر يوم مر بك رسول الله (ص) ونحن في مكان كذا وكذا فقال : يا زبير ألا تحب عليا فقلت : ألا أحب ابن خالي وابن عمي وعلى ديني
فقال : يا زبير أما والله لتقاتلنه وأنت ظالم له فقال : الزبير : بلى والله لقد نسيته منذ سمعته من رسول الله (ص) ثم ذكرته الآن والله لا أقاتلك، فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف فعرض له ابنه عبد الله ابن الزبير فقال مالك
فقال : ذكرني علي حديثا سمعته من رسول الله (ص) سمعته يقول : لتقاتلنه وأنت ظالم له، فقال : أو للقتال جئت إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح الله بك هذا الأمر قال : قد حلفت أن لا أقاتله قال : اعتق غلامك سرجس وقف حتى تصلح بين الناس فاعتق غلامه ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه قالوا : فرجع الزبير إلى عائشة فذكر أنه قد آلى أن لا يقاتل عليا فقال له ابنه عبد الله : إنك جمعت الناس فلما ترآى بعضهم لبعض خرجت من بينهم كفر عن يمينك واحضر فاعتق غلاما وقيل : غلامه سرجس وقد قيل : إنه إنما رجع عن القتال لما رأى عمارا مع علي وقد سمع رسول الله (ص) يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية فخشي أن يقتل عمار في هذا اليوم
وعندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه ويبعد أن يكفر عن يمينه ثم يحضر بعد ذلك لقتال علي، والله أعلم.