الحديث رقم: 4
ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة
الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 60 / 61 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... قال نصر : وحدثنا : عمرو بن شمر عن النخعي
عن ابن عباس قال : تعرض عمرو بن العاص لعلى (ع) يوما من أيام صفين وظن أنه يطمع منه في غرة فيصيبه فحمل عليه علي (ع) فلما كاد أن يخالطه أذرى نفسه عن فرسه ورفع ثوبه وشغر برجله فبدت عورته فصرف (ع) وجهه عنه وارتث وقام معفرا بالتراب هاربا على رجليه معتصما بصفوفه فقال أهل العراق : يا أمير المؤمنين أفلت الرجل فقال أتدرون من هو قالوا : لا قال : فانه عمرو بن العاص تلقاني بسوءته فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلى معاوية فقال : ما صنعت يا أبا عبد الله فقال : لقيني علي فصرعني
قال : أحمد الله وعورتك، والله إني لأظنك لو عرفته لما أقحمت عليه وقال معاوية في ذلك :
ألا لله من هفوات عمرو * يعاتبني على تركي برازي
فقد لاقى أبا حسن عليا * فآب الوائلي ماب خازي
فلو لم يبد عورته لطارت * بمهجته قوادم أي بازي
فإن تكن المنية أخطأته * فقد غنى بها أهل الحجاز
فغضب عمرو وقال : ما أشد تعظيمك عليا أبا تراب في أمري هل أنا الا رجل لقيه ابن عمه فصرعه أفترى السماء قاطرة لذلك دما قال : لا ولكنها معقبة لك خزيا.