الحديث رقم: 4
ابن الأثير - الكامل في التاريخ - ذكر أحداث سنة إحدى عشرة - ذكر مالك بن نويرة
الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 213 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... فأمر خالد مناديا فنادى أدفئوا أسراكم وهي في لغة كنانة القتل فظن القوم أنه أراد القتل ولم يرد الا الدفء فقتلوهم فقتل ضرار بن الأزور مالكا وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال : إذا أراد الله أمرا أصابه وقد اختلف القوم فيهم فقال أبو قتادة : هذا عملك فزبره خالد فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر فغضب أبو بكر حتى كلمه عمر فيه فلم يرض الا أن يرجع إليه فرجع إليه حتى قدم معه المدينة وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك فقال عمر لأبي بكر : إن سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه في ذلك فقال : هيه يا عمر تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم سيفا سله الله على الكافرين
وودي مالكا، وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل ودخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد وقد غرز في عمامته أسهما فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له : أرئاء قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك وخالد لا يكلمه يظن أن رأي أبي بكر مثله ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه فعذره
وتجاوز عنه وعنفه في التزويج الذي كانت عليه العرب من كراهته أيام الحرب ، فخرج خالد وعمر جالس فقال : هلم إلي يا ابن أم سلمة فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه وقيل : إن المسلمين لما غشوا مالكا وأصحابه ليلا أخذوا السلاح فقالوا : نحن المسلمون فقال أصحاب مالك : ونحن المسلمون قالوا لهم : ضعوا السلاح فوضعوه ثم صلوا وكان يعتذر في قتله أنه قال : ما أخال صاحبكم الا قال : كذا وكذا فقال له : أو ما تعده لك صاحبا ثم ضرب عنقه.
- ....
وقدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه ويسأله أن يرد عليهم سبيهم فأمر أبو بكر برد السبي وودى مالكا من بيت المال، ولما قدم على عمر قال له : ما بلغ بك الوجد على أخيك قال : بكيته حولا حتى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة ....