الحديث رقم: 1
البيهقي - السنن الكبرى - كتاب الأشربة والحد فيها
باب من وجد منه ريح شراب أو لقي سكران
الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 547 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
17516 - أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ : إسماعيل بن محمد الصفار ثنا : أحمد بن منصور الرمادي ثنا : عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني : عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه قد شهد بدرا : أن عمر (ر) استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر
فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر فقال : يا أمير المؤمنين ان قدامة شرب فسكر، وأني رأيت حدا من حدود الله حقا على أن ارفعه إليك فقال عمر (ر) : من شهد معك قال : أبو هريرة فدعا أبا هريرة فقال : بم تشهد فقال : لم أره شرب ولكني رأيته سكران يقئ فقال عمر (ر) : لقد تنطعت في الشهادة قال : ثم كتب إلى قدامة ان يقدم عليه من البحرين فقدم فقام إليه الحارود فقال : أقم على هذا كتاب الله فقال عمر (ر) : أخصم أنت أم شهيد قال : بل شهيد قال : فقد أديت الشهادة فصمت الجارود حتى غدا على عمر فقال : أقم على هذا حد الله فقال عمر (ر) : ما أراك الا خصما وما شهد معك الأرجل فقال الجارود : اني أنشدك الله فقال عمر : لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فقال أبو هريرة : ان كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة : اني حادك فقال : لو شربت كما يقولون ما كان لكم تجلدوني فقال عمر (ر) : لم قال قدامة : قال الله عز وجل : { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ( المائدة : 93 ) } قال عمر (ر) : أخطأت التأويل ان اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك قال : ثم اقبل عمر (ر) على الناس فقال : ماذا ترون في جلد قدامة قالوا : لا نرى ان تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك أياما ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لاصحابه : ما ترون في جلد قدامة فقال القوم : ما نرى ان تجلده ما دام وجعا
فقال عمر (ر) : لان يلقى الله عز وجل تحت السياط أحب إلى من أن يلقاه وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فامر عمر (ر) بقدامة فجلدفغاضب عمر (ر) قدامة فهجره فحج وحج قدامة معه مغاضيا له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا واستيقظ عمر من نومه فقال : عجلوا على بقدامة فأتوني به فوالله انى لأرى ان آتيا اتاني فقال : سالم قدامة فاني أخوك فعجلوا إلى به فلما اتوه أبى أن يأتي فأمر به عمر (ر) ان أبى ان يجر إليه حتى كلمه واستغفر له وكان ذلك أول صلحهما - في ابتداء هذه القصة ما دل على أن عمر (ر) توقف في قبول شهادتهما حيث لم يجتمعا على شربه وحين حده يحتمل أن يكون ثبت عنده شربه باقراره أو شهادة آخر على شربه مع الجارود.