الحديث رقم: 8
البيهقي - السنن الكبرى - كتاب السير - جماع أبواب السير
باب من زعم لا تقام الحدود في أرض الحرب حتى يرجع
الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 105 / 106 )
- أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا : محمد بن إسحاق ثنا : إسحاق ابن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل الأنصاري ثنا : سلمة حدثني : محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله ابن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن عروة الزبير عن أبيه
وعن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال : شرب عبد بن الأزور وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام، فأتى بهم أبو عبيدة بن الجراح (ر) قال أبو جندل : والله ما شربتها الا على تأويل أني سمعت الله يقول : { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ( المائدة : 93 ) } فكتب أبو عبيدة إلى عمر (ر) بأمرهم فقال عبد بن الأزور : إنه قد حضر لنا عدونا فان رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فان الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك ولم تقمنا على خزاية وان نرجع نظرت إلى ما امرك به صاحبك فأمضيته قال أبو عبيدة (ر) : فنعم فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور شهيدا فرجع الكتاب كتاب عمر (ر) : إن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا اتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم والسلام فدعاهما أبو عبيدة (ر) فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه فكان يحدث نفسه حتى قيل : إنه قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر (ر) : أما بعد فإني قد ضربت أبا جندل حده وانه قد حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك فكتب عمر (ر) إلى أبى جندل : أما بعد فان الذي أوقعك في الخطيئة قد حزن عليك التوبة : { حم @ تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ @ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ @ ( غافر : 1 - 2: 3 ) } فلما قرأ كتاب عمر (ر) ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال.