الحديث رقم: 11
ابن كثير - السيرة النبوية - ذكر اعتراض بعض الجهلة من أهل الشقاق
والنفاق على رسول الله (ص) في القسمة العادلة بالاتفاق
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 686 / 687 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- وقال محمد بن اسحاق : وحدثني : أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعله بيده فقلنا له : هل حضرت رسول الله (ص) حين كلمه التميمي يوم حنين قال : نعم جاء رجل من بني تميم يقال له : ذو الخويصرة فوقف عليه وهو يعطي الناس
فقال له : يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم، فقال رسول الله (ص) : أجل فكيف رأيت قال : لم أرك عدلت قال : فغضب النبي (ص) فقال : ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب : ألا نقتله فقال : دعوه فانه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في ألفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم.
- وقال الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر ابن عبد الله قال : أتى رجل بالجعرانة النبي (ص) منصرفه من حنين وفي ثوب بلال فضة ورسول الله (ص) يقبض منها ويعطي الناس
فقال : يا محمد أعدل، قال : ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال : معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لايتجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية ورواه مسلم عن محمد بن رمح عن الليث.