الحديث رقم: 15
الحلبي - السيرة الحلبية - تتمة باب ذكر مغازيه (ص) - غزوة الطائف
الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 166 / 167 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- ....
وفي الامتاع : كان مع رسول الله (ص) مولى لخالته فاخته بنت عمرو ابن عائذ يقال له : ماتع، وكان يدخل بيوته (ص) لأنه (ص) كان يرى أنه لا يفطن لشيء من أمر النساء ولا إربة له فسمعه (ص) وهو يقول لخالد بن الوليد ويقال لعبد الله أخي أم سلمة : ان فتح رسول الله (ص) الطائف غدا فعليك ببادية أي رضي الله تعالى عنها فإنهما أسلمت وبادية بالياء تحت لا بالنون بنت غيلان فإنها تقبل بأربع وتدر بثمن إذا قامت تثنت وإذا جلست تبنت وإذا تكلمت تغنت وبين رجليها مثل الإناء المكفوء ثم نفر كأنه الأقحوان فقال (ص) : لا أرى هذا الخبيث يفطن لما اسمع وفي رواية أنه (ص) قال له : قاتلك الله لقد أمعنت النظر ما كنت أظن هذا الخبيث يعرف شيئا من أمر النساء
- وفي الأغاني : أن هيتا بكسر الهاء وقيل بفتحها وإسكان التحتية بعدها مثناة والهيت الأحمق المخنث قال لعبد الله بن أمية : إن فتح الله عليكم الطائف فاسأل النبي (ص) بادية بنت غيلان فإنها رداح شموع نجلاء إن تكلمت تغنت يعني من الغنة وإذا قامت تثنث موردة الخدين منحطة المانتين لقحاء الفخذين مسرولة الساقين كأنها قضيب بان وفي لفظ كأنها خوط بأنه قصفت تقبل بأربع وتدبر بثمان وبين فخذيها شيء مخبوء كأنه الإناء المكفوء فلما سمع رسول الله (ص) كلامه قال : لقد غلغلت النظر يا عدو الله ثم نفاه من المدينة إلى الحمي وقال : لا يدخل على أحد من نسائكم فقيل له (ص) : إنه يموت جوعا فأذن له ان يدخل المدينة كل جمعة يسأل الناس
وقيل نفى (ص) كلا من ماتع وهيت إلى الحمي فشكيا الحاجة، فأذن لهما أن ينزلا كل جمعة يسألان الناس ثم يرجعان إلى مكانهما فلما توفي رسول الله (ص) دخلا المدينة فأخرجهما أبو بكر (ر) فلما توفي دخلا المدينة فأخرجهما عمر (ر) فلما مات دخلا.
-
وكان المخنثون في زمانه (ص) ثلاثة : هيت وماتع وهذم، وقيل لهم ذلك لأنه كان في كلامهم لين وكانوا يختضبون بالحناء كخضاب النساء لا أنهم يأتون الفاحشة الكبرى ويحتمل أن يكون كل من ماتع وهيت كان معه (ص) في تلك الغزوة وقد سمع منهما ما تقدم عنهما ويدل لهذا الاحتمال أنه نفاهما
وفي البخاري : أن القائل لعبد الله ما تقدم هو هيت، ويحتمل أن الذي كان معه (ص) أحدهما وتكرر منه ذكر ما تقدم وتسميته باسم الآخر خلط من بعض الرواة فليتأمل.