الحديث رقم: 8
الشوكاني - نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار
أبواب صفة الصلاة - باب ما جاء في { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 233 > 239 ) - الحاشية : 3
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... ومنها ما أخرجه النسائي من حديث أبي هريرة بلفظ :
قال نعيم المجمر : صليت وراء أبي هريرة فقرأ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
ثم قرأ بأم القرآن، وفيه :
ويقول : إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله (ص)، وقد صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال : على شرط البخاري ومسلم وقال البيهقي : صحيح الاسناد وله شواهد وقال أبو بكر الخطيب فيه : ثابت صحيح لا يتوجه عليه تعليل.
- .... عن أبي هريرة أيضا : عند الدارقطني
عن النبي (ص) :كان إذا قرأ وهو يؤم الناس افتتح بـ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قال الدارقطني : رجال اسناده كلهم ثقات.
- .... ومنها : عن أبي هريرة أيضا : عند الدارقطني قال :
قال رسول الله (ص) : إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
احدى آيها، قال اليعمري : وجميع رواته ثقات إلا أن نوح ابن أبي بلال الراوي له عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة تردد فيه فرفعه تارة ووقفه أخرى وقال الحافظ : هذا الاسناد رجاله ثقات وصحح غير واحد من الأئمة وقفه على رفعه وأعله ابن القطان بتردد نوح المذكور وتكلم فيه ابن الجوزي من أجل عبد الحميد بن جعفر فإن فيه مقالا ولكن متابعة نوح له مما تقويه.
- ....
عن علي أيضا بلفظ : أن النبي (ص) كان يقرأ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
في صلاته، أخرجه الدارقطني وقال : هذا اسناد علوي لا بأس به وله طريق أخرى عنده عنه بلفظ :
أنه سئل عن السبع المثاني فقال : الحمد لله رب العالمين قيل : إنما هي ست فقال:
:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } واسناده كلهم ثقات.
- ....
عن سمرة قال :كان للنبي (ص) سكتتان سكتة إذا قرأ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
وسكتة إذا فرغ من القراءة فأنكر ذلك عمران بن الحصين فكتبوا إلى أبي بن كعب فكتب إن صدق سمرة ، أخرجه الدارقطني واسناده جيد غير أن الحديث أخرجه الترمذي وأبو داود وغيرهما بلفظ : سكتة حين يفتتح وسكتة إذا فرغ من السورة.
-
عن أنس قال : كان النبي (ص) يجهر بالقراءة بـ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } أخرجه الدارقطني أيضا وله طريق أخرى عن أنس عند الدارقطني والحاكم بمعناه.
- ....
عن أنس أيضا بلفظ : سمعت رسول الله (ص) يجهر بـ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
أخرجه الحاكم قال : ورواته كلهم ثقات.
- .... روى هذا الحديث الطبراني في الكبير والأوسط
وعن سعيد ابن جبير قال : كان رسول الله (ص) يجهر بـ{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
وكان المشركون يهزؤون بمكاء وتصدية ويقولون محمد يذكر إله اليمامة وكان مسيلمة الكذاب يسمى رحمن فأنزل الله: ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ
) ( الإسراء : 110 )
فتسمع المشركين فيهزؤوا بك ولا تخافت عن أصحابك فلا تسمعهم، رواه ابن جبير عن ابن عباس ذكره النيسابوري في التيسير وهذا جمع حسن إن صح أن هذه كان السبب في ترك الجهر وقد قال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : إن رجاله موثقون.
- ....
عن قتادة قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي (ص) فقال : كانت مدا ثم قرأ:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
يمد بـ{ بِسْمِ اللهِ }
ويمد بـ{ الرَّحْمَنِ }
ويمد بـ{ الرَّحِيمِ } رواه البخاري الحديث أخرجه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
بدون ذكر البسملة وهو يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي (ص) كان يمد قراءته في البسملة وغيرها.
688 - روى ابن جرير عن عبد الله بن أبي مليكة
عن أم سلمة : أنها سئلت عن قراءة رسول الله (ص) فقالت: كان يقطع قراءته آية آية:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ @ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ @ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( الفاتحة : 1 - 2: 3 - 4 ) } رواه أحمد وأبو داود.
- .... أخرج الدارقطني عن ابن أبي مليكة
عن أم سلمة :أن النبي (ص) كان يقرأ:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ @ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ @ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ @ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ @ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ @ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ( الفاتحة : 1 - 2: 3 - 4: 5 - 6: 7 ) }
فقطعها آية آية وعدها عد الأعراب وعد:{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
آية ولم يعد عليهم، قال اليعمري : رواته موثقون وكذا رواه من هذا الوجه ابن خزيمة والحاكم وفي اسناده عمر بن هارون البلخي قال الحافظ : هو ضعيف انتهى ولكنه قد وثق فقول اليعمري : رواته موثقون صحيح والحديث يدل على أن البسملة آية وقد استدل به من قال : باستحباب الجهر بالبسملة في الصلاة لما ذكرناه في شرح الحديث الذي قبله وقد تقدم بسط الكلام على ذلك في أول الباب.