الحديث رقم: 4
ابن كثير - البداية والنهاية - سنة احدى عشرة من الهجرة
فصل ايراد ما بقي علينا من متعلقات السيرة الشريفة
باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة - قصة الذئب وشهادته بالرسالة
الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 28 / 29 / 30 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... على وجه آخر : وقد قال سعيد بن منصور : ثنا : حبان بن علي ثنا : عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر الحارثي عن أبي هريرة قال :
جاء الذئب فأقعى بين يدي النبي (ص) وجعل يبصبص بذنبه فقال رسول الله (ص) : هذا وافد الذئاب جاء ليسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئا قالوا : والله لا نفعل وأخذ رجل من القوم حجرا فرماه فأدبر الذئب وله عواء فقال رسول الله (ص) : الذئب وما الذئب.
- .... وقد رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي عبد الله الأصبهاني عن محمد بن مسلمة عن يزيد بن هارون عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن رجل به. ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن رجل عن مكحول عن أبي هريرة فذكره وعن يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن أبي الاوبر عن أبي هريرة قال : صلى رسول الله (ص) يوما صلاة الغداة ثم قال :
هذا الذئب وما الذئب جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء.
- .... وقال محمد بن اسحاق عن الزهري عن حمزة بن أبي أسيد قال :
خرج رسول الله (ص) في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فإذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق فقال رسول الله (ص) : هذا جاء يستفرض فافرضوا له قالوا : ترى رأيك يا رسول الله قال : من كل سائمة شاة في كل عام قالوا : كثير قال : فأشار إلى الذئب أن خالسهم فانطلق الذئب، رواه البيهقي.
- .... وروى الواقدي عن رجل سماه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال :
بينا رسول الله (ص) في المدينة إذ أقبل ذئب فوقف بين يديه فقال : هذا وافد السباع اليكم فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه إلى غيره وإن أحببتم تركتموه واحترزتم منه فما أخذ فهو رزقه فقالوا : يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشيء فأومأ إليه بأصابعه الثلاث أن خالسهم قال : فولى وله عسلان.
- .... وقال أبو نعيم : ثنا : سليمان بن أحمد ثنا : معاذ بن المثنى ثنا : محمد بن كثير ثنا : سفيان ثنا : الأعمش عن شمر بن عطية عن رجل من مزينة أن جهينة قال :
أتت وفود الذئاب قريب من مائة ذئب حين صلى رسول الله (ص) فأقعين فقال رسول الله (ص) : هذه وفود الذئاب جئنكم يسألنكم لتفرضوا لهن من قوت طعامكم وتأمنوا على ما سواه فشكوا إليه الحاجة قال : فأدبروهم قال : فخرجن ولهن عواء.
- .... وعن أهبان بن أوس
وأنه كان يقال له مكلم الذئب قال : وقد روى ابن وهب : أنه جرى مثل هذا لأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية مع ذئب وجداه أخذ ظبيا فدخل الظبي الحرم فانصرف الذئب فعجبا من ذلك فقال الذئب : أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار، فقال أبو سفيان : واللات والعزى لئن ذكرت هذا بمكة لتتركنها خلوفا.